Friday 10 August 2018

اعتقال تحت نصب الديمقراطية


العراق ... بعد ان كان من يسمع هذا الاسم يتبادل الى ذهنه الى الحضارة والعظمة حيث بدأت الكتابة من حضارة وادي الرافدين.
لكن!
الان نسمع بالعراق يتبادل الى الذهن الحروب والارهاب والقتل والدماء.


في هذه التدوينة سيتم نقل قصة احد المتظاهرين في النجف الذي خرج مع من خرجوا في مظاهرات جماهيرية في العراق بدأت في البصرة وانتشرت في باقي المدن العراقية حتى وصلت الى النجف التي كان الكثير يراهنون عليها بان لم ولن يخرج احد منها مطالب بابسط حقوقه، رغم ان كان هناك مظاهرات مستمرة من سنة 2015 ولحد الان في كل يوم جمعة.

سوف لن يتم ذكر اسم الشخص خوفاً على حياته.
يقول :
وصلت الساعة الخامسة والنصف الى منطقة ساحة ثورة العشرين وكانوا المتظاهرون مجتمعين قبل هذا الوقت، فكانت البداية المظاهرات بهتافات وتجمعات طبيعية تحت المجسرات، بعدها بقليل تحركت مجموعة وصلت بالقرب من مكان التجمهر وكان عددهم ما يقارب 50 شخص وبعد مدة من الزمن اندمجوا المجموعة مع المتظاهرين ثم تحركوا صوب مبنى مجلس محافظة النجف، وبدأت هتافات وقطعنا الطريق بسبب اعدادنا الكبيرة، وعند الاقتراب من منطقة حي السعد انحرف مسار المظاهرات الى جهة مقر عصائب اهل الحق وكانوا البعض يحاول الدخول واحراق المقر، يذكر ان المقر يبعد عن اقرب نقطة تفتيش مسافة اكثر من 30 متر؛ وبعد وصولنا كانوا العصائب جاهزين وكانما لديهم معلومات كاملة عن تحركاتنا وبعد وصولنا استعدوا ووجهوا فوهات بنادقهم نحونا بمجرد دخولنا الشارع المؤدي الى اقرب نقطة تفتيش لمقر العصائب بعدها بدأ إطلاق النار الكثيف في الهواء مما ادى الى خوف المتظاهرين واعتراضهم على ماذا يحدث فقاموا برمي الاشخاص بالقناني الماء والحجارة حتى يكفوا عن اطلاق اي عيار ناري على المتظاهرين، فتوجهنا الى دورية شرطة كانت متوقفة في ذلك المكان وطلبنا بالتدخل ومنع افراد العصائب من رمي النار بالقرب منا لكن الشرطة لم تحرك ساكن بالرغم من استمرار المظاهرات والهتافات واستمرار رمي النار فوق المتظاهرين وتارة اطلاق النار تحت اقدام المتظاهرين، اضطروا بعض المتظاهرين الهروب بصوب ثورة العشرين او صوب منطقة الحنانة ( وهي منطقة يسكن بها مقتدى الصدر، وكانت في تلك اللحظة تحت حراسة مشددة من قبل قواته الخاصة "سرايا السلام")؛ بعض المتظاهرين اتجهوا نحو قوات سوات التي تمركزت بالقرب من مقر عائب اهل الحق لكن الصدمة ان قوات سوات ردت باطلاق النار نحو السماء وكان الهدف ترهيب، في تلك اللحظة لم يكن لدي سوى الاختباء خلف سيارة باص لكن تفاجأة في هذه اللحظة بعناصر يرتدون ملابس سوداء ويحملون اسلحة خفيفة وثقيلة وقاموا بسحبي من ملابسي وضربي على طول الطريق من الشارع العام الى مقر العصائب الذي كان يبعد ما يقارب 70م من اقرب نقطة دخول الى مقر العصائب وكان هناك شخص مسؤول يرتدي بدلة رسمية بلون رصاصي قام بضربي ومن ثم سحب موبايلي، من ثم تم ادخالي الى كرفان وكان هناك ما يقارب ثلاث اشخاص تم اعتقالهم قبلي وكانوا يضربوننا بالتناوب بالعصي او بالاحذية ونحن معصوبين الاعين ومقيدين بقيد بلاستيكي وكانوا يضربون ويقولون (تتظاهرون علينا ونحن حميناكم واعطينا 10 الاف شهيد هل هي هذه مجازاتنا وكانوا يتلفضون بكل الكلمات البذيئة) لم يسلم من الضرب حتى كان هناك رجل كبير بالسن ايضا اعتدوا عليه بالضرب والاهانات، فكان هناك اشخاص يقومون بضربنا بالتناوب بسبب كل من كان يدخل يضربنا كان يمطر علينا بالاهانات والضرب المبرح في اي حركة نقوم بها او اي كلمة يقومون بزيادة الضرب، استمر هذا الحال لمدة اربع ساعات وكان بين وقت لاخر يقومون بسحب احد المعتقلين في هذا الكرفان ولا اعرف اين يذهب به.
حتى تم اخذي الى مكان قريب من الكرفان وكنت اسمع في طريقي الى هذا المكان كانت هناك ناس يبكون وناس يصرخون من الضرب وكانت عيني معصوبة وكان المكان في ساحة او حديقة لا اعلم لكن علمت من الصوت ان المكان مفتوح.
بدأ التحقيق باسمي الرباعي الكامل وكافة معلوماتي الشخصية، وماذا كنت اعمل في الخارج اثناء اعتقالي ولماذا خرجت للمظاهرات. بعد اخذ كافة معلوماتي والتحقق مني. قال لي المحقق لدينا معلوماتك اذا تم الامساك بي مرة اخرى نقتلك.
ثم قاموا برمي خارج المقر وانا مغلق العينين ركضت الى الشارع العام ولم ارفع 
عصابة العين لخوفي منهم. 
هذا ما حدث مع احد المتظاهرين الذي استطاع ان يهرب من الاعتقال، وهناك اخبار عن وجود بعض المعتقلين لحد هذه اللحظة ليس فقط في النجف وانما حتى في البصرة، حيث يوجد بعض العوائل لا تتكلم حول ابنائها خوفاً عليهم بسبب عندما يذهبون الى الجهات الامنية يقولون لا يوجد لدينا اي معتقلين. 
هناك الكثير من التشابه بين ما يحدث الان وما كان يحدث في ما مضى. 

No comments:

Post a Comment